يطلق البعض منا على السيدة العجوز المتصابية التي قد تكون بلغت من العمر أرذله تسمية (مرضعة قلاوون)، فمن تكون؟
كانت في شبابها آية من الحسن والجمال، وكانت من أجود الناس في الخير وتعطر المال بالمسك قبل أن تتصدق به، فعرفت بالست مسكة
لكن وفائها للسلطان قلاوون جعل المماليك يحولون تشويه صورتها فاطلقوا عليها لقب لقب “مُرضعة قلاوون” او “القرشانة” واصبح لقب “مُرضعة قلاوون” يطلق على المرأة الدميمة أو العجوز الشمطاء
وهي أول امرأة في التاريخ تدخل السجن برغبتها عندما طلبت من المماليك ان تبقي بجوار السلطان قلاوون عندما تمرد المماليك عليه وسجنوه
تعود قصة الست مسكة إلى عهد السلطان منصور بن قلاوون وقد تزوج السلطان قلاوون بعد توليه الحكم بسنتين بزوجة ثانية سميت “أشلون خوندا” وكانت أميرة مغولية قدمت مع والدها الذي استقر في مصر فراراً من غضب سلطان المغول عليه، وعند مجيئه إليها أحضر معه جميع أفراد أسرته من النساء والأطفال بصفة خاصة ومن بينهم “حدق” الفتاة الفائقة الحسن والجمال
وأصبحت مرضعته السيدة مسكة ذات شأن كبير في البلاط السلطانى، فكان يؤخذ برأيها في زواج الأميرات والأمراء من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، الى جانب تدخلها في كثير من أمور ادارة شئون القصر اليومية، واشرافها علي إقامة الحفلات في الأعياد والمواسم وكانت مهمتها في البروتوكول ترتيب شئون الحريم السلطانى وتربية الأبناء، كما ظلت تمارس دورها حتي وهي عجوز شمطاء. روى عنها بعض المؤرخين انها كانت تواري تجاعيد وجهها بالمساحيق وادوات التزيين لتظهر بأنها صغيرة وشابة رغم مرور الزمن. فكانت هيئتها مثار سخرية من العامة، حتى صارت التسمية تطلق على السيدة العجوز المتصابية.
جمعت السيدة مسكة ثروات طائلة وأقامت مسجدا لها في المنطقة الواقعة بين الجامع الأزهر والسيدة زينب، أطلق عليه اسم مسجد مرضعة قلاوون كما يروي المقريزي في خططه.
إرسال تعليق