في عهد الطاغية نيرون إمبراطور روما أرسل سفينة⛵ محملة بالذهب إلي مصر لتأتي برمال لتفرش في ساحة حلبة المصارعة (كولوسيوم) التي تقام عليها ألعاب القتل مثل التقاتل بين العبيد،او التقاتل بين البشر والحيوانات المفترسة،
و بينما هذه السفن في البحر قامت الجماهير بثورة لأن روما كانت تمر بمجاعة كبيرة..حيث لم تكن هناك حبة قمح واحدة في البلاد و ثار الناس في الشوارع و حطموا المدينة.
حين وصلت السفن إلي مصر علم كبير الضباط المسئول عن القافلة بما حدث فسأل الحاكم الروماني لمصر عما يجب أن يفعله، هل يشتري بالمال💰 قمحاً🌾 ليعود به لينقذ روما أم ينفذ ما أمر به قيصر نيرون و يعود بالرمال.
تعجب الحاكم من السؤال الذي لا يصح أن يصدر عن ضابط في مثل هذه المكانة الكبيرة. بالطبع عليه ان يعود لقيصر بأسرع ما يمكن محملاً بكل ما يمكنه من الرمال
المرعب في الأمر أنه حين عاد بالرمال و بدأت الألعاب هدأ الشعب و إنتهت الثورة!!. حيث إنشغل الناس في الألعاب و نسوا ما يمرون به من مجاعة.
لازالت هذه الاستراتيجية تستخدم للسيطرة على الشعوب الغافلة الى يومنا هذا اعطي الشعوب كرة القدم و السينما والحفلات الغنائية ، و قدم بعض المنح و الوعود الفارغة ثم افعل ما شئت بهم ....
يقول المفكر مصطفى محمود : ( أكبر إنجاز حققته انظمة الدول المتخلفة هو انها استطاعت إقناع شعوبها بأن التأهل لكأس العالم إنجاز كبير وإن انهيار التعليم والصحة شيء عادي) .
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل". محمود درويش
نيرون هو شخصية من شخصيات الطغاة الذين ظهروا بالكثير من صفحات التاريخ بارتكابهم عددًا من الجرائم الوحشية البشعة في حق الشعوب .
فقد قتل الرجل أمه وزوجته الأولى، وعذَّب المسيحيين ونكَّل بهم، حتى إنه كان يحرق أجسادهم ليلاً لتكون بمثابة مصابيح مضيئة بعد انقضاء النهار، وأراق الدماء في أنحاء الإمبراطورية الرومانية كافة.
نشأته:
في إيطاليا وتحديداً في مدينة أنتيوم ( المعروفة باسم: مدينة أنسيو)، وُلد نيرون في العام 37م، وقد كان والده قنصلاً رومانياً سابقاً، توفي عندما كان نيرون يبلغ من العمر 3 أعوام فقط.
أما والدته فهي حفيدة الإمبراطور أوغسطس وأسمها أجربينا الصغرى ، ويقال أن نيرون قد توارث عنها ميولها الوحشية .
تزوجت أمه من الأمبراطور كلوديوس دوق جرمانكوس وذلك بعد وفاة والده عام 49 ميلاديًا ، حينها كان هو طفلًا صغيرًا ، وقد قام زوجها بتبني نيرون وجعله ابن له وأطلق عليه اسمه فأصبح اسمه نيرون كلوديوس دوق جرمانكوس .
أصبح نيرون هو صاحب العرش منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره ، ولم يكن ذلك لأنه يستحق العرش ولا لأن كلوديوس تنازل عن العرش له ولكن أمه دست السم لزوجها لكي يموت ويعتلي ابنها العرش ويصبح إمبراطور روما .
وكان خامس وآخر امبراطور للامبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية
في أول سنوات حكمه كان الوضع مستقر وذلك كان لوجود معلمه سينيكا ، وهو معلم الأخلاق والقيم وتهذيب النفس وكان فيلسوفًا ، فكان يوجهه ويرشد ، ولكنه لم يستمر كثيرًا فبدأ في استخدام العنف والقهر واستعمل كل صور الدمار ومارسها على شعبه مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى وتخريب ودمار الإمبراطورية .
لم يقتصر دماره وبطشه على الشعب فقط بل أن يديه امتدت لأقرب الناس إليه فقتل أمه ومعلمه سينيكا وأخوه وزوجته أوكتافيا ، ووصل به البطش لقتل رسولين مسيحيين ، ويقال أن سبب قتله لزوجته أوكتافيا أنه في إحدى مسرحياته ، حينما كان يؤدي دورًا في مسرحية ، أسقط من يديه صولجانًا بالخطأ ، وبعد انتهاء المسرحية أخذت زوجته تمدح أداءه ولكن علقت على سقوط الصولجان من يديه ، فكانت بهذه الجملة نهاية أوكتافيا .
وعن قتله لمعلمه سينيكا ، يقال أن لسينيكا شعبية واسعة ويحبه الجميع لأخلاقه الحميدة وقيمه العالية ، وفي ذلك الوقت التف حول نيرون مجموعة من المرابين وأصبحت أخلاقه أسوأ مما كانت عليه ، ومن ثم أخذ معلمه يوبخه ويقومه ولكن بلا جدوى ، ولما أوحي له من حوله بضرورة التخلص من سينيكا وأنه أصبح خطرًا عليه لشعبيته الواسعة ، قرر أن يقتله ولكن سينيكا لما علم بهذا الأمر ، فضل أن يقتل نفسه بنفسه على أن يقتل على يد نيرون الطاغية .
كانت حجة نيرون في التخلص من والدته في عام 59م، أنها كانت تخطط لقتله، ورغم إدراك نيرون للمشاكل التي قد تسببها له جريمة كهذه، فقد كانت الأم الأكثرَ قداسة بين رموز الأسرة الرومانية، إلا أنه مضى في مخططه بكل الأحوال.
في البداية أمر نيرون قواته البحرية بإغراق قارب كانت والدته تبحر فيه، ولما استطاعت أغريبينا أن تنجو بنفسها وتسبح إلى الشاطئ، أمر نيرون حراسه بقتلها بشكل مباشر.
وقد ذكر أحد المؤرخين، أنه عندما جاء الجنود لقتل والدة نيرون، أخبرتهم: "إن جئتم لتطمئنوا عليَّ، فاعلموا أنني تعافيت (من حادث الغرق)، ولكن إن جئتم لارتكاب جريمة، فأنا لا أصدق أي شيء عن ابني، فهو لن يأمر بقتل والدته".
بعد قتل والدته، استطاع نيرون أن يكسب تأييد أعضاء مجلس الشيوخ، الذين اعتبروا قتلها ضرورة؛ لكونها كانت تخطط لقتل الإمبراطور، وذلك بعد مساعدة من الفيلسوف والمستشار سينيكا، الذي استطاع أن يلمع صورة نيرون بعد هذا الفعل الشنيع.
نيرون وحرقه لروما :
لا وجود لدلائل تاريخية دامغة تدعم صحة تورط نيرون في هذه الحادثة التي ارتبطت عبر التاريخ ارتباطاً وثيقاً باسمه،
ففي ليلة 18 يوليو/تموز من عام 64م، اندلع حريق في سيرك مكسيموس وخرج عن نطاق السيطرة، وامتد ليشمل أرجاء المدينة كافة.
وفي الوقت الذي حدث فيه ذلك، كان نيرون في أنتيوم، لكنه عاد فوراً إلى روما؛ للإشراف على عملية إغاثة المتضررين من الحريق.
وفي حين أن المؤرخين القدماء يميلون إلى إلقاء اللوم على نيرون في إشعال الحريق، إلا أنه احتمال غير وارد، فقد شُيِّدَت كثير من مباني روما بمواد قابلة للاحتراق، وكانت المدينة شديدة الاكتظاظ.
وعلى الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كان نيرون قد أشعل الحريق، فقد استغل المساحة التي خلّفها الحريق بعد أن أصبحت المدينة أكواماً من الرماد.
وبدأ بتشييد قصر جديد سمي Domus Aurea (القصر الذهبي)، ويحتوي بداخله على تمثال لنيرون.
بعد أن خمدت النيران في روما، اتهم نيرون المسيحيين بإشعال الحريق، وقد كانوا في ذلك الوقت مجرد طائفة صغيرة إلى حد ما.
وبحسب ما أورده المؤرخون القدماء، فقد اضطهد نيرون المسيحيين وعذَّبهم بشتى الأشكال، على خلفية اتهامهم بذلك الحريق.
فقد تعرَّضوا لكل أشكال التعذيب والسخرية، مثل تغطيتهم بملابس غريبة، وإطلاق الكلاب عليهم لتمزيقهم، أو صلبهم، أو الحكم بحرقهم، ليكونوا بمثابة إضاءة ليلية بعد انقضاء وقت النهار.
نهايته:
توفي في عام 68 ميلاديًا ، فبسبب طغيانه وبطشه قامت العديد من الثورات في البلاد واجتمع رجال المملكه على عزله من الحكم وقتله بالضرب بالعصي ولكن الأقدار شاءت أن يقتل الطاغية نفسه بنفسه فقد أبى أن يقتل على يد شعبه ، ويقال أن جنوده انقضوا عليه وقتلوه بسيوفهم ، وآخرين يقولون أنه طلب من كاتم أسراره أن يقتله .





إرسال تعليق