قانون الجهد المعكوس
في محاولةً اكتشاف القوانين التي تحكم العقل البشري يقوم علم النفس بالغوض في اعماق النفس البشرية
ومن اكثر القوانين اثارة وتتحكم في العقل هو قانون الجهد المعكوس
قانون الجهد المعكوس ببساطة هو عندما تتضارب الرغبة مع الخيال
فتحاول التغلُّب على شي ما ونصر علي انجاز هذا الشي لكنا نجد انفسنا لا نتقدم وكلما زادت المحاولات للتقدم نجد انفسنا لا نتقدم
( محلك سر )
ومثال علي ذلك ما ذكره دكتور ابراهيم الفقي انه في حال طلب منك أن تمشي على حبل على الأرض، فستفعل ذلك بكل سهولة ودون اي تردد؛ بسبب تخيلك لمشهد بكل سهولة وبدرجة عالية من الثقة فلم يحدث أي تعارض بين خيالك ورغباتك.
وبالعكس لو طُلِب منك نفس الطلب ولكن بختلاف ان الحبل مشدوداً بين عمودين وعلى ارتفاع أربعين متراً
فإنَّك سوف تخيَّل الموقف مسبقاً؛ وانت تمشي على الحبل ثم يختل توازنك وتسقط أرضاً، وسوف ترفض هذا الأمر رفضاً مطلقاً وسريعاً وبالرغم من رغبتك في إنجاز هذا التحدي، إلَّا أنَّ الخوف قد سيطر عليك ( التضارب بين رغبتك وخيالاتك )
والعجيب أنك لو حاولت المشي عليه قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذي تخيلته لأنه تدرب عليه مسبقاً في اللاواعي الذي يدير 90% من سلوكياتك
كلَّما حاولتَ أن تبعد تفكيرك عن هذه الخيالات من أجل تجنُّب القلق ، قلقت بشكل أعمق
وهنا يتحقق قانون الجهد المعكوس فجهدك الذي بذلته من أجل تجنُّب القلق، عمل بشكل معكوس على زيادة قلقك
كيف يمكن التخلَّص من فكرة ما وفق قانون الجهد المعكوس؟
يجب الملاحظة ان كل ما تبذله من مجهود ذهني ينتهي بالحصول على نتائج عكسية مخالفة بشكل كبير للهدف الذي كانت تود تحقيقه
فعندما يريد الإنسان أن يتخلَّص من فكرة ما ويفعل كل ما بوسعه من أجل التخلُّص منها، فإنَّه يحصل على نتائج عكسية بشكل كامل وتصبح الفكرة التي يريد الإنسان أن يتخلص منها مسيطرةً سيطرة كاملة على عقله وتفكيره،
فعندما يفكر الشخص في استعمال قوة الإرادة لديه ويركيز في التحلي بالإرادة الصلبة والقوية من أجل أن يتغلَّب على الإحباط والفشل، سيجد نفسه - وباللاشعور طبعاً - يقوي فكرة الفشل في ذهنه، ويستعدي الضعف والعجز
وهنا يأتي دور العقل الباطن في التقاط هذه الفكرة المسيطرة والتعامل معها بشكل جدي. لذا، يجب على الشخص ألَّا يحاول إجبار عقله الباطن على تقبُّل فكرة ما أو النفور من فكرة أخرى؛ بل عليه أن يحاول تخيُّل النتيجة التي يصبو إليها في دماغه، وتخيُّل كمية الارتياح الذي سيجنيه وحالة الحرية التي سيشعر بها، وهنا سيجد أنَّ عقله الواعي سيحل المشكلة ويفرض أسلوبه ومبادئه على العقل الباطن. لأنَّ العقل الباطن يأخذها على أنَّها حقائق وليست خيالات، وينطلق إلى تحقيقها في الواقع بشكل لا إرادي
القاعدة الذهبية التي يمكن أن نستنتجها من قانون الجهد المعكوس؟
انه يجب على الإنسان أن يتخيَّل ما يريد أن يتحقق وليس ما لا يريد أن يتحقق، وعليه تدريب عقله الباطن على صور النجاح ولو كانت في الخيال ،
مثال أستعمل قانون الجهد المعكوس من أجل النجاح في الامتحان
اولا لا بد من الدراسة بشكل جدي ومستمر ثم تدريب العقل الباطن على الهدوء والتحكم بالأفكار خلال وقت الامتحان
تخيل نفسك بقاعة الامتحان واستحضر كل التفاصيل ( مراقبين -مقاعد -طلاب )، عِش الحالة كما لو أنَّك في داخلها. وأنت تشعر بالقلق أمر طبيعي، ثم درِّب نفسك على أن تقلل من هذا القلق إلى نسب مقبولة. بتخيَّل نفسك وأنت بقاعة الامتحان، والأسئلة أمامك وأنت تتذكرها واحداً تلوَ الآخر وتحلها بكل سهولة ويسر. غوص في تفاصيل سهولة الأسئلة وقدرتك على تذكُّر ما قرأته بكل أريحية. تخيَّل علامتك التي تريد أن تحصل عليها موجودة أمام عينيك، ولا تفكر سوى في هذه الأمور الإيجابية
التخلص من القلق الاجتماعي بقانون الجهد المعكوس
إن الكثير مما يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعي أو الوساوس القهرية فإنما يعانون من التخيل السلبي لكل ما يقلقهم أو يؤثر على أعصابهم وبإدراكك لتلك القاعدة المهمة، فإذا استطعت أن تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقة، وما تتخيله وتضعه في عقلك فستعمل في انسجام.
مثال أقنع نفسك بدايةً أنَّ جميع الناس هم أشخاص من لحمٍ ودم، ولا يوجد لديهم ما يمكن أن يربك أحداً أو يخيفه، وكل واحد منهم عانى من القلق الاجتماعي في مرحلة ما من مراحل حياته. تخيَّل نفسك دوماً بمظهر الشخص الواثق والهادئ الذي يتقدم وسط الجموع بخطوات سريعة ولكن متَّزنة وثابتة، ويمكن أن تكون بطيئة قليلاً، ومن ثم تُلقي التحية بكل ثقة على من تود. تخيَّل الأمر سهلاً جداً؛ إذ إنَّه مجرد إلقاء تحية وليس محاكمة في جريمة، أليس كذلك
علاقة قانون الجهد المعكوس مع الوساوس
إنَّ الدماغ المعتاد على طريقة التفكير الوسواسية يُذكِّر نفسه بالفكرة عندما يُذكِّر نفسه بعدم التفكير فيها، مما يخلق حلقة مفرغة من الأفكار المزعجة فلو طلبنا منك الآن أن تكفَّ عن التفكير في الزرافات الزرقاء، فإنَّ الزرافات الزرقاء سوف تقفز إلى دماغك دون أن تشعر بذلك، حتى ولو لم تكن قد فكرت فيها طيلة اليوم،
"تجميد الفكرة"
هي الطريقة الأصح لكسر قانون الجهد المعكوس وذلك من خلال أن ننهرَ أنفسنا بكلمة "توقف!"، ثم استبدل الفكرة المقلقة بفكرة أخرى تحبها.
بدلاً من أن تقول: "لا يمكنني إنجاز هذا الأمر"، يمكنك أن تقول: "ليس هذا بالأمر السهل ولكنَّني قادر على تجاوزه". إنَّ تكرار هذه الجمل باستمرار يدرب العقل على أن يفكر بطرائق مرنة مرونة أكبر، وينشِّط الآليات العصبية التي تحميه من القلق والتوتر في المستقبل.
إنَّ أيَّة فكرة جديدة تحتاج إلى الممارسة والتكرار لبعض الوقت، إلى أن تصبح فيما بعد اعتيادية وتلقائية مع مرور الوقت.
الخلاصة في قانون الجهد المعكوس
لكي تحقق نجاحاً في مجال لا بد أن تتوافق رغباتك مع أحلامك، لكي يعمل عقلك بكفاءة استرخ وابتعد عن العصبية والضغط على العقل، تخيل ما تريده لا ما لا تريده، درب عقلك الباطن أو اللاواعي دوماً على النجاح واجعله أن يعمل معك لا ضدك.
وبهذا تستطيع أن تحقق المعجزات في عالم لا يعترف بالمعجزات.


إرسال تعليق