نقش السلوان
قرية سلوان هي قرية مجاورة لسور القدس من الجنوب. ربما كان اسمها مشتقًا من جذر "شلا" أو "سلا" وهو ساميّ مشترك يعني الهدوء والسكون والعزلة. اتخذ النساك والعباد موقع هذه القرية من القرن الرابع إلى القرن السابع للميلاد صوامع لسكناهم ومعابد لعبادتهم. وعلى مقربة منها عيون شهيرة تجري مياهها في هدوء وسكون تسمى اليوم عيون سلوان منها عين أم الدرج، أو عين العذراء، وبئر أيوب.
يستعين أصحاب الخطاب التوراتيّ وأنصاره، ببعض النقوش الآثاريّة الّتي اكتُشِفَتْ في بلادنا فلسطين، ومنها ما يُعْرَف بـ «نقش السلوان»،
نقش سلوان هو كتابة كانت منقوشة في حائط نفق بقرية سلوان المجاورة للبلدة القديمة في القدس. يخلد النقش مشروع حفر النفق الذي تم استخدامه لتسييل مياه نبع أُمّ الدرج، أو نبع جيحون، أو نبع العذراء، إلى داخل أسوار مدينة أورشليم ( القدس) في القرن الثامن قبل الميلاد
تم العثور على نقش سلوان في 1880 أيام حكم الدولة العثمانية على القدس. في 1891 قطع مجهول الحائط الذي حمل النقش، وأخرج النقش من النفق. وُجد النقش مكسوراً، وبعد ترميمه تم نقله إلى متحف إسطنبول الأثري.
اختلف الباحثون حول نقش سلوان
اختلف الباحثون حول نقش سلوان: الفريق الأول يعتقد أن النقش من عهد الملك حزقياهو في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، والفريق الثاني يرى أن النقش من العهد الهيليني من القرن الثاني قبل الميلاد. أما الفريق الثالث، فيرى أن النفق قديم وأن النقش يعود إلى العهد الكنعاني حين حكم الفراعنة القدس. الرأي الأخير تبناه الباحثون العرب.
النقش مكتوب بالعبرية التوراتية، أي بنفس اللغة التي كتبت بها معظم أسفار العهد القديم (التناخ)، بالأبجدية الفينيقية. يلائم نصه مقطعين من الكتاب المقدس يسردان مشاريع الملك حزقيا الذي ملك على مملكة يهوذا في القرن الثامن قبل الميلاد، إلا أن النص لا يشتمل على اسم الملك أو على التاريخ الذي نُقش فيه.
ترجمة نقش السلوان إلى العربية
"[انتهى؟] النقب. وهذا كان أمر النقب. بينما ... البلطة، رجل إلى أخيه، وما زالت ثلاثة أذرع ليحفروها، سُمع صوت رجل يدعو إلى أخيه إذ كان صدى في الصخر من اليمين واليسار. وفي يوم النقب ضرب النقابون رجل تجاه أخيه، بلطة إلى بلطة، فذهب المياه من المخرج إلى البركة ألفاً ومائتين ذراع، ومائة ذراع كان الصخر فوق رؤوس الناقبين."
نقش السلوان بالحروف العبرية العصرية
"[תמה] הנקבה וזה היה דבר הנקבה בעוד [החצבם מנפם את] הגרזן אש אל רעו ובעוד שלש אמת להנק[ב וישמ]ע קל אש קרא אל רעו כי הית זדה בצר מימן ומ[שמ]אל ובים הנקבה הכו החצבם אש לקרת רעו גרזן על [ג]רזן וילכו המים מן המוצא אל הברכה במאתים ואלף אמה ומאת אמה היה גבה הצר על ראש החצב[ם]"
العهد القديم (التناخ).
يشابه أسلوب النص الأسلوب السائد في الأسفار المبكرة تاريخيا من العهد القديم (التناخ). تكتب معظم الكلمات بصيغة "ناقصة" أي بدون استخدام حروف العلة كإشارة إلى الحكرات. طريقة الكتابة "الناقصة" هي الطريقة السائدة في النصوص الأوغاريتية وغيرها من النصوص القديمة المعثور عليها في بلاد الشام. أما عدد من الكلمات فتكتب مع حروف العلة بالصيغة المقبولة في العبرية العصرية أيضاً (مثلاً، كلمة "موصا" بمعنى "مخرج"). ويختلف اللسانيون على ما يمكن استنتاجه من هذه الظاهرة اللغوية، إذا كانت إشارة إلى لفظ الكلمات في ذلك الحين (أي "مَوْصَأ" بدلاً من اللفظ العصري "مُوصَا")، أو إلى الخطوة الأولى من ممارسة فكرة حروف العلة لتيسير القراءة.
كلمة عبرية غير معروفة
يحتوي النص على كلمة عبرية غير معروفة من الكتاب المقدس أو من أي مصدر آخر، وهي كلمة "زده" التي لا يستطيع اللسانيون تفسيرها إلا من سياق النص. وحسب السياق يبدو أن معنى الكلمة هو صدع دقيق في الصخر استخدمه الحافرون كعلامة دلت على مسار الحفر.
ذكر النص أن طول نفق سلوان هو 1200 ذراع وبما أن طول النفق هو 533 مترا حسب المقاييس العصرية، يمكن حساب طول ذراع واحد، وهو 44,4 سنتيمترا. يفيد هذا الحساب تفسير نصوص عديدة تذكر هذا القياس القديم
ترجمة عربية لنقش سلوان :
1. (تم) النفق وهذه قصة النفق بينما
2. معول أحدهم معاكس لمعول الآخر، ولما بقيت ثلاثة أذرع ليخرق (سمع) صوت رجل
3. ينادي نظيره من جهة إلى أخرى أنه وجد في الصخر زده (؟) على اليمين وفي
4. يوم الخرق تضاربت معاول الحفارين. معول يقابله معول
5. جرت المياه من النبع إلى البركة على بعد 1200 ذراع، و 100 ذراع ارتفاع (النفق) فوق رؤوس الحفارين.
محتوى نقش سلوان:
فوق الكتابة فراغ كبير وكذا تحته مما يجعلنا نؤكد أن الكتابة كاملة. ولم يحذف منها سوى ما تثلم (ضعُف).
يصف النقش عملية نحت الصخر الجيري في الجبل لجلب مياه النبع من عين سلوان إلى بركة وجدت في داخل سور مدينة القدس. كان العمال ينحتون في الجبل من ناحيتين، واستمر العمل إلى أن تقابل العمال من الطرفين في الوسط. يبلغ طول النفق بتعرجاته 533 مترًا، وعرضه 70-80 سم.
أدلة على أن النقش مزيف؟
1. احتار الباحثون في معنى كلمة زده، إذ لا توجد في لغة المقراة كلمة كهذه. وأبقوها على ما هي عليه. ثمة من خمنوا وفق السياق بأن المقصود هو صدع.
كلمة زده في اللغة العثمانية تعني ضربة أو كدمة. وفي اللغة الفارسية تعني خبطة أو ضربة. يبدو أن من زيّف النقش في العهد العثماني كان يحسن الكتابة باللغة العبرية القديمة من خلال دراسته للكتاب المقدس، وبخاصة المقراة، وأنه كان يحسن اللغة التركية العثمانية أو الفارسية أو كلتيهما، ولم ينتبه إلى أنه يستعمل في النقش كلمة أجنبية غريبة عن المقراة واللغة العبرية. وهذا دليل على أن المزيف باحث لاهوتيّ أوروبيّ، عاش في القدس مدة طويلة ودخل النفق عدة مرات. وربما كان كونرد شيك، وهو ألماني عاش في القدس نحو خمسين سنة حتى وفاته في سنة 1901. لقد عرف كونرد شيك كل حجر في القدس، وخلال عمله بحث ووثق المكتشفات الجديدة، وقد ارتبط اسمه في النماذج الكثيرة التي بناها لأماكن ومواقع في القدس. مثل نموذج لجبل الهيكل المزعوم ونموذج لكنيسة القيامة. كما أنه هو الذي أعدّ نسخة على ورق للنقش المذكور وبذلك حافظ على المعلومات الواردة فيه قبل قلعه من مكانه! كما أنه أجرى بعض الحفريات في وادي قدرون (جهنم) واكتشف قناة أخرى يعود تاريخها إلى العهد الكنعاني
المنهجيّة
المنهجيّة الّتي تدّعي امتلاك الحدّ الأدنى من المقوّمات العلميّة، تفرض أوّلًا تقصّي إن كان النصّ التوراتيّ يعود فعلًا إلى القرن الثامن قبل الميلاد، أو إلى فترة قريبة من ذلك، وضرورة عدم استبعاد أنّ تلك المداخلة أو الملاحظة المختصرة عن النفق، تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وأنّها أضيفت إلى أخبار أقدم منها. وهنا يكمن أحد هموم كتبة التوراة الّذي يهدف إلى وضع الزمن المطلق في جغرافية محدّدة؛ لذا فالاحتمال قائم بأنّ أولئك الكتبة أخذوا خبرًا متأخّرًا، وربطوه بزمن سابق ليمنحوا كتاباتهم الجديدة شرعيّة تاريخيّة لا تمتلكها، أو بالعكس
ومن الجدير بالذكر أنّ الفهم التقليديّ لتاريخ هذا النقش يتعرّض لتحدٍّ من داخل البيت نفسه؛ إذ نشر اثنان من أشهر علماء الكتاب بحثًا في إحدى المجلّات المتخصّصة، عبّرا فيه عن قناعاتهما بأنّه يعود إلى القرن الثالث قبل الميلادـ هذا على أقدم تقدير.
يرى بعض الباحثين أنّ «نقش سلوان» يعود إلى الفترة الهلنستيّة؛ ففي شهر أيلول (سبتمبر) 1996، نُشِرَ مقال في مجلّة علميّة أميركيّة شهيرة، هي « Biblical Archaeologist, Ameriecan Schools of Oriental Research »، تتعلّق بـ «نقش سلوان»، بقلم جون روجرسون وفيليب ديوس، من «جامعة شيفلد»، إنجلترا، وقد ذكر الباحثان أنّ هذا النقش في أصله يرجع إلى القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وليس من القرن الثامن قبل الميلاد. وبما أنّ هذا النقش يُعتبر مقياسًا لجميع النقوش الّتي تدّعي أنّها من القرن الثامن قبل الميلاد، فهدم هذا الأساس يسبّب انهدام أشياء كثيرة جدًّا

إرسال تعليق