اصطلح الباحثون في علم الآثار والتاريخ على تسمية الحقبة التي سبقت اختراع الإنسان للكتابة في حدود سنة 3200 ق.م بعصور ما قبل التاريخ (التدوين) وأطلقوا عليها إسم العصر الحجري، لأن الإنسان صنع أدواته وأسلحته من الحجارة. وهي تمتد إلى فترة طويلة قدّرها علماء الآثار في الشرق القديم بنصف مليون سنة.
وتعتمد دراسة حقبة ما قبل التاريخ على البقايا الأثرية التي تم اكتشافها في كهوف فلسطين وتلالها، وتتألف هذه الآثار من أدوات حجرية وخشبية وعظمية، وأسلحة من قطع الصوان صنعها الإنسان البدائي، لاستخدامها كفؤوس أو رؤوس حراب وأسهم تساعده على صيد الحيوانات أو الدفاع عن النفس أو قطع الأشجار وحفر الأرض
وقد قسّم العلماء هذه الحقبة إلى أربع مراحل زمنية هي:
العصر الحجري القديم
كان انسان هذه الفترة متنقلاً وجامعاً للغذاء الضروري لإبقائه على قيد الحياة، وقد عثر على بقايا هذه الحضارة قي مواقع عدة من فلسطين منها كهف العراق الأحمر في جبال القدس الشرقية.
العصر الحجري الوسيط
سادت في القدس ومنطقتها الحضارة النطوفية، نسبة إلى وادي النطوف شمال غربي القدس، حيث اكتُشف في كهف شقبة الواقعة في هذا الوادي، ووجدت هناك أثار متميزة للإنسان الفلسطيني، وقد انطلقت هذه الحضارة من جبال القدس، وعمّت فلسطين والشام كلها ، واتّجه الإنسان في هذه الحضارة إلى تدجين الحيوانات البرية، مما يشير إلى ميله إلى الاستقرار وهجران حياة الترحال.
وبينت الاكتشافات الأثرية في هذا العصر التطور الكبير في أسلوب دفن الموتى، ووضع الأدوات والأسلحة والحلي مع الميت، وهذا يشير إلى نشوء شعائر ومعتقدات دينية تؤمن بفكرة الحياة بعد الموت.
العصر الحجري الحديث
اكتشف الإنسان الزراعة، وتحوّل إلى منتج للغذاء بدلاً من جامع له، وكانت أبرز مزروعاته الأولى الحنطة والشعير التي انتشرت زراعتها في كل فلسطين، وبخاصة في منطقتي أريحا وواد الطاحون في جبال القدس. وفي هذه الحقبة بُنيت مدينة أريحا بأسوارها وبيوتها المؤلفة من غرفتين أو أكثر، ويلاحظ تطور مستوى السكن، حيث استبدلت البيوت المستديرة ببيوت مستطيلة ذات غرفتين أو أكثر.
كما وظهرت معتقدات دينية جديدة تختلف عن سابقتها تمحورت في مجملها حول مبدأ الخصب ، فظهرت عبادة الآلهة الأم التي ترمز إلى الخصوبة، وعبادة الجماجم التي تشير إلى إجلال أرواح الموتى من الأجداد، وفي نهاية هذا العصر أكتشف الإنسان النحاس وتكثفت الهجرات الأمورية إلى فلسطين، فأطلق عليها اسم بلاد الآموريين.
نيت القدس مع بداية العصر البرونزي القديم أي قبل مجيء الكنعانيين واليبوسيين، وكانت ذات هوية آمورية، ثم بنيت ثانية في العصر البرونزي الأوسط (القدس الكنعانية) العصر الحجري الحديث.
احتلت القدس زمن الأسكندر المقدونيّ ( 333 ق.م – 223 ق.م) ثم استولى الرومان بقيادة بومبي على القدس سنة (63ق.م) فأبقى هيروكانوس الثاني حاكماً وكاهناً لليهود في المدينة، وجعلها خاضعة للرومان ضمن إطار ولاية سورية.
القدس في عهد الأسكندر المقدوني ( 333 ق.م – 223 ق.م) احتل الأسكندر المقدونيّ غزة بعد حصار دام شهرين، ثم توجّه إلى القدس. فلمّا سمع اليهود باقترابه من المدينة خرجوا جميعهم لاستقباله في ظاهرها، فالتقى الاسكندر بشيوخهم وكهنتهم، وسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة، وأن يحكموا أنفسهم وفق أنظمتهم وعاداتهم الخاصة، وأعفاهم من دفع الجزية مرّة كل سبع سنين.
القدس تحت الحكم البيزنطي( 324 – 638م) تزخر هذه المرحلة من تاريخ القدس بالتراث التاريخي والحضاري والسياسي، المدَّعم بالوثائق التاريخية، وفي أواخر الفترة البيزنطية احتل الفرس مدينة القدس فيما بين عامي (614 – 628م) بعد حصار دام أربعين يوماً، وذبحوا عدداً كبيراً من أهلها، وأحرقوا الكنائس.
القدس تحت الحكم البيزنطي( 324 – 638م) : تزخر هذه المرحلة من تاريخ القدس بالتراث التاريخي والحضاري والسياسي، المدَّعم بالوثائق التاريخية، وتبدأ باعتناق الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية، وجعلها ديناً رسمياً للدولة البيزنطية سنة 324م، ونقله مقرّ الإمبراطورية إلى عاصمة جديدة هي القسطنطينية الواقعة على مضيق البسفور.
وقد ازدهرت الأعمال العمرانية في القدس أثناء حكم الإمبراطور قسطنطين، فقد أمرت والدته ببناء كنيسة القيامة ، وكنيسة أخرى على جبل الزيتون. وبناء كنيسة الشهداء على القبر المقدس. واستمر قسطنطين في تطبيق سياسة الإمبراطورية تجاه اليهود بمنعهم من العيش في القدس، وسمح لهم بزيارتها فقط. في حين تنفس المسيحيّون الصعداء بعد فترة طويلة من الاضطهاد الديني، وتغير طابع المدينة بسرعة بعد قسطنطين، فامتلأت بالرهبان والراهبات، وعُيّن لكل مدينة فيها أكثرية مسيحية أسقف، واستحدث منصب بطريركية القدس، وتولَّى بطريركها رئاسة أساقفة فلسطين وشغل عرب فلسطين العديد من الوظائف الدينية، منهم البطريرك إلياس (إيليا) العربي، للقدس في الفترة ما بين 494 – 518م والبطريرك بطرس العربي الأصل من بيت جبرين، والذي انتخب بطريركاً للقدس في الفترة ما بين (525-552م).
وقسّم البيزنطيون فلسطين في الفترة ما بين (399 – 400م) إلى ثلاثة أقسام إدارية هي:
وقسّم البيزنطيون فلسطين في الفترة ما بين (399 – 400م) إلى ثلاثة أقسام إدارية هي:
فلسطين الأولى وعاصمتها قيسارية.
فلسطين الثانية وعاصمتها بيسان.
فلسطين الثالثة وعاصمتها البتراء.
وقد كُشف في مدينة مأدبا عن خارطة فسيفسائية للقدس يعود تاريخها إلى منتصف القرن السادس الميلادي، حيث تظهر فيها المدينة محاطة بسور يسنده عشرون برجاً، وتظهر فيها مجموعة من البيوت والكنائس وأهمها كنيسة القيامة.

إرسال تعليق