قصة طوفان العسل الاسود
قصة اغرب من الخيال حدثت في العام 1919 دمر حي كامل في ولاية بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستس الأمريكية حيث دمر فيضان من العسل الأسود حيًا بالكامل، ودمرت المباني والممتلكات بقيمة تعادل 100 مليون دولار.
حدثت الكارثة بسبب شركة اسمها Purity Distilling Company حيث بـَــنــَت أكبر تانك تخزين عسل أسود في العالم في حي North End في ولاية بوسطن. التانك كان عملاق جدًا طوله 15 متر وعرضه 28 متر وقادر على حمل أو تخزين 2.5 مليون جالون (10 مليون لتر) من العسل الأسود.
ومع إعلان الحكومة أنها في صدد منع المشروبات الكحولية وإدراجها ضمن السلع غير القانونية خلال بضعة سنوات، سارعت الشركة في تحويل العسل الأسود إلى مشروبات، حتى تتمكن من بيعه قبل المنع المفروض على الكحول
كان العسل الأسود مخزنًا داخل خزان ضخم، يعاني من بعض عيوب التصميم حيث تم بناءه بمواد خاطئة
حتى أنه بدأ تسريب العسل من داخله، مع ذلك استمرت الشركة في شحنه بالعسل، وأضافت خدعة بدهنه باللون البني حتى لا يلاحظ أحد عيوبه، مع علمها بأن ذلك قد يؤدي إلى كارثة لكنها لم تتخيل تمامًا أن تصبح بذلك الحجم تمامًا.
ويوم 15 يناير تفاجأ سكان الحي بأن البراغي (أو الصواميل) التي تربط تانك العسل الأسود ببعضه تفككت تلقائيًا وتهتك التانك ثم أنفجر وخرج منه طوفان قوامه 11 مليون كيلوجرام من العسل الأسود يتدفق في المدينة يدمر كل وأي شيء في طريقه.
لقت قوات الشرطة نداءات صراخ في الأجهزة اللاسلكية من الشرطي Frank McManus، يستغيث خلالها طلبًا في إرسال كل ما في إستطاعتهم من دعم وقوات لإنقاذ المدينة من فيضان العسل الأسود.
ظن الجميع أنها مجرد دعابة، ومبالغة غير منطقية، في حين بدأت الكارثة تتفاقم بوتيرة سريعة بعد أن دمر العسل الخزان وتحول الأمر إلى فيضان ارتفاعه أكثر من طابقين، دُمرت بسببه كل المباني الموجودة في محيطه، لدرجة أنه كان يقتلع المنازل من قواعدها ويطيرها في الهواء.
بعد إنتهاء الموجة العاتية من العسل الأسود كانت التوابع هي 21 شخص مات و 150 أصيبوا بإصابات بالغة ودمار أغلب مباني الحي وكباريه وكل شيء فيه تقريبًا وبحر من العسل الأسود تطلب أكثر من 80,000 ساعة عمل لتنظيفه ومهمات الإنقاذ كانت في غاية الصعوبة (تخيل أنك تتحرك في بحر من العسل الأسود!!)
الموضوع كان مهيب ومهول وذو حجم أسطوري لدرجة أن سكان الحي يقسمون على أنهم يستطيعون شم رائحة العسل الأسود في الجو في يوم حار حتى يومنا هذا!
وفي محاولة لكشف أسباب وقوع هذه الكارثة انتشرت روايات أن الخزان قد تم تفجيره بفعل فاعل ولكن بعد استمرار التحقيقات لمدة 6 سنوات تم الكشف عن أن الشركة المالكة للخزان هي المسؤولة قانونيا عما حدث وذلك بسبب وجود مشكلة في هيكل بناء الخزان من البداية وهذا بناء على أراء خبراء وفنيين قد أدلوا بإفادتهم في القضية فأوضحوا أن جدران الخزان كانت أقل سمكا مما كان يجب عليه فسمك هذا الخزان يتماشى مع تخزين المياه وليس العسل الأسود والذي يمتلك كثافة أعلى بكثير من المياه ولهذا شكل ضغط أكبر على جدران الخزان.
كما أشاروا الخبراء إلى أن عدد المسامير التي تم استخدامها لتثبيت وصلات الألواح المكونة لجسد الخزان ببعضها البعض كانت أقل مما ينبغي فصوت إطلاق النار الذي تم سماعه في البداية كان بسبب خروج هذه المسامير من أماكنها بشكل مفاجئ ويعد الخطأ الأخير الذي وقعت فيه الشركة المصنعة للخزان هو أنه من المعروف أن إحداث ثقوب في الصلب لكي يتم تثبيت وتمرير المسامير يؤدي إلى جعل سطح المعدن في المنطقة القريبة من تلك الثقوب أكثر هشاشة وهو ما لم تعالجه الشركة.

إرسال تعليق